للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكون منبع العواطف الجياشة، والمشاعر الجميلة، ولكي نعلم أن الرجل هو الأصل، والمرأة فرع، وأنه هو الكل، وهي الجزء، ولا حياة للكل إلا بجميع أجزائه، ولا حياة للجزء إلا بانتمائه لأصله» (١).

[المطلب السادس: شبهة اقتران المرأة بالحمار والكلب الأسود في الحديث النبوي]

لفظ الحديث:

يثير بعضهم تساؤلًا وإشكالًا حول ما أخرجه مسلم (٢) في صحيحه من حديث أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قام أحدكم يصلي؛ فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل؛ فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل؛ فإنه يقطع صلاته الحمار، والمرأة، والكلب الأسود، قلت (أي: عبد الله بن الصامت) يا أبا ذر، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر، من الكلب الأصفر؟ قال: يا بن أخي سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما سألتني فقال: «الكلب الأسود شيطان».

ولقد ذُكِر هذا الحديث عند عائشة -رضي الله عنها- فأنكرته؛ أخرج البخاري (٣)، ومسلم (٤) من طريق مسروق، عن عائشة أنه ذُكِر عندها ما يقطع الصلاة، فقالوا: يقطعها الكلب، والحمار، والمرأة. قالت: «لقد جعلتمونا كلابًا؟ لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وإني لبينه وبين القبلة، وأنا مضطجعة على السرير؛


(١) من أخلاقيات الإسلام (٤٩ - ٥٠).
(٢) كتاب الصلاة، باب: قدر ما يستر المصلي (١/ ٣٦٥) ٥١٠.
(٣) كتاب الصلاة، باب: استقبال الرجل صاحبه أو غيره في صلاته (١/ ١٩٢) ٤٨٩.
(٤) كتاب الصلاة، باب: الاعتراض بين يدي المصلي (١/ ٣٦٦) ٥١٢.

<<  <   >  >>