للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيام الجمل بعدما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل، فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».

ولا يقال إن هذا يختص بالإمامة العظمى (١)؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقد فهم الصحابي من لفظ الحديث العموم فاستدل به، ولأنها نكرة في سياق النفي فتعم. وفي تعيين الاحتساب على الأسواق وغيرها إسناد أمر الناس إليها.

٤ - يقول د. فضل إلهي: «متطلبات الحسبة تتنافى مع طبيعة الأنثى» (٢) وقد ذكر علماء الأمة أن من شروط المحتسب أن يكون ذا قوة وصرامة، يقول الماوردي: «ومن شروط المحتسب أن يكون حرًا عدلًا ذا رأي وصرامة وخشونة في الدين، وعلم بالمنكرات الظاهرة» (٣).

وأين المرأة المسلمة من هذا كله، هل تكلف. متابعة الخبثاء، ومطاردة الأشرار، ومقاتلة العابثين، والمفسدين؟!.

[القول الثاني: جواز تعيين المرأة ولاية الحسبة]

وإليه ذهب محمد كمال الدين إمام في كتابه «أصول الحسبة» وظافر القاسمي في «نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي» (٤).


(١) سيأتي زيادة تفصيل للمسألة ص (٥١٥).
(٢) مسؤولية النساء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (١٢٥).
(٣) الأحكام السلطانية (٢٤١). وانظر: الأحكام السلطانية للقاضي أبي يعلى (٢٨٥)، معالم القربة في أحكام الحسبة لابن الإخوة القرشي (٥١ - ٥٢).
(٤)

<<  <   >  >>