للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على نفسك في الصلح، فاخرج يا رسول الله لا تكلم أحدًا من الناس حتى تأتي هديك فتنحر، وتحل، فإن الناس إذا رأوك فعلت ذلك فعلوا كالذي فعلت» (١) ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما أشارت عليه به أم سلمة فكان ما قالته حقًا؛ أتراها بعد ذلك تتهم بنقصان العقل مطلقًا؟!.

[المطلب الثالث: شبهة حول شهادة المرأة]

يثير أعداء الأمة هذه الشبهة، ويدندنون حولها ويزمرون؛ ويرون الإسلام انتقص النساء حقوقهن، ويستدلون بقوله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} (٢).

وإليك تفنيد هذه الشبهة:

أولًا: الشهادة مصدر شهد جمع لإرادة الأنواع، قال الجوهري: «الشهادة خبر قاطع، والشاهد حامل الشهادة، ومؤديها؛ لأنه مشاهد لما غاب عن غيره» (٣).

ثانيًا: الشهادة تكليف لا تشريف:

الشهادة في المفهوم الإسلامي ليست حقًا يتزاحم عليه الناس؛ وإنما هي عبء ثقيل يتهرب الشاهد منه؛ لأن الشاهد يشهد، وغيره يقبض؛ لذلك كان متوقعًا


(١) سيأتي تخريجه ص (٥٥٧).
(٢) البقرة: (٢٨٢).
(٣) الصحاح (٢/ ٦٨) مادة (ش هـ د). وانظر: المفردات (٢٦٨)، اللسان (٣/ ٢٣٩) مادة (ش هـ د)، التعاريف للمناوي (٤٣٩).

<<  <   >  >>