للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لو كانت حقًا لكانت في هذه الأشياء الثلاثة: المرأة والفرس والدار، ولمزيد حماية للمرأة، وصيانة لمشاعرها من الخدش، ولسمعها من الجرح، فإن الرجل قد تتغير بعض أوضاعه عند ارتباطه بالمرأة، ويرى أن أحواله تسوء، وأموره تنتكس، ففي هذه الحال يشرع له مفارقتها؛ لا لأجل شؤمها، ولكن حتى لا تسمع ما يؤذيها من أن طالعها كان سببًا، وقدومها كان شؤمًا، وقد حمل بعض العلماء الحديث على أن شؤم المرأة سوء خلقها، كما أن من سعادة المرء المرأة الصالحة.

[المطلب الثاني: شبهة نقصان عقل المرأة ودينها]

قَلّ أن تجد رجلًا أو امرأة إلا وهو يحفظ هذه العبارة «المرأة ناقصة عقل ودين» ويلوي عنق النص ليطعن به النساء، ويصم الإسلام بظلم المرأة والتقليل من شأنها، وحاله يصدق عليه قول القائل:

وكم من عائب قولًا صحيحًا … وآفته من الفهم السقيم

وتعرض الإسلام لحملات عدائية شتى من قبل أعدائه، أو أذناب أعدائه، من حيث انتقاصه لعقل المرأة ودينها.

و لمناقشة هذا القول، أورد ما يأتي:

١ - أخرج البخاري (١)، ومسلم (٢) من حديث أبي سعيد الخدري خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أضحى أو فطر إلى المصلي، فمر على النساء، فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل


(١) كتاب الحيض، باب: ترك الحائض الصوم (١/ ١١٦) ٢٩٨.
(٢) كتاب الإيمان، باب: نقصان الإيمان بنقص الطاعات … (١/ ٨٦) ٧٩.

<<  <   >  >>