للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعتدة كانت لا تغتسل، ولا تمس ماء، ولا تقلم ظفرًا، ثم تخرج بعد الحول بأقبح منظر، ثم تفتض أي: تكسر ما هي فيه من العدة بطائر تمسح به قبلها، وتنبذه، فلا يكاد يعيش ما تفتض به … » (١).

فهل رأيت عدة تظلم المرأة كهذه العدة، تعيش فيها المرأة في حِفْش، وتلبس شر الثياب، ولا تمس ماء، ولا تقلم ظفرًا، فجمعت بين قبح المسكن والملبس بل والمخرج، فإذا خرجت رميت بالبعرة بعد حول من العذاب، وافتضت بطير، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

[المطلب الخامس: حقوق المرأة المالية]

لم يعد مستغربًا أن ترى المرأة مسلوبة الحقوق المالية، كيف لا وهي التي أُهدرت آدميتها، وأُلغيت إنسانيتها من قبل جاهليين لا يحكمون شرعًا ولا عقلًا.

أخرج البخاري (٢)، ومسلم (٣) من حديث طويل لعمر بن الخطاب، فيه إيلاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نسائه شهرًا قول عمر: «والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم».

وجاءت روايات أخرى للحديث تبين مكانة النساء، قال الحافظ: «قوله:


(١) (١٠/ ١١٥).
(٢) في صحيحه في كتاب التفسير، باب: {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} التحريم: ١. (٤/ ١٨٦٦) ٤٦٢٩.
(٣) في صحيحه في كتاب الطلاق، باب: في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهم وقوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} والتحريم: ٤ (٢/ ١١٠٥) ١٤٧٩.

<<  <   >  >>