للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنك نجس على شركك، وإنه لا يمسها إلا المطهرون. فقام عمر بن الخطاب فاغتسل، ثم أعطته الصحيفة، وفيها (طه)، فلما قرأ سطرًا منها، قال: ما أحسن هذا الكلام، فلما سمع خباب ذلك، خرج إليه، فقال له: يا عمر، والله لأرجو أن يكون خصك الله بدعوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فإني سمعته يقول: اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام، أو بعمر بن الخطاب. فقال له عمر: دلني عليه يا خباب حتى آتيه، فأسلم. فقال له خباب: هو في بيت عند الصفا معه فيه نفر من أصحابه … » (١) وفيه ذكر بقية إسلام عمر به.

إن إسلام الرجل الذي اتسعت في عصره بلدة الإسلام حتى وصلت إلى أقاصي الشرق والغرب، وفتحت بلاد كسرى، وبيت المقدس، وازدهرت في عصره دولة الإسلام كان سببه امرأة، أفلا يحق لنا معاشر النساء أن نفخر هذا، ونكاثر به.

[٧ - دعوة المؤمنات المجاهدين إلى الثبات في معركة اليرموك]

لما اشتدت حملة الروم على المسلمين في اليرموك، انهزم بعض المجاهدين، فزجر قسم المسلمات، وأمرهم بالعودة إلى القتال.

قال ابن كثير عنهن: «وقد قاتل نساء المسلمين في هذا اليوم، وقتلوا خلقًا كثيرًا من الروم، وكن يضربن من انهزم من المسلمين، ويقلن: أين تذهبون، وتدعوننا للعلوج؟ فإذا زجرهم لا يملك أحد نفسه حتى يرجع إلى القتال» (٢).


(١) أخرج قصة إسلام عمر الحاكم في المستدرك (٤/ ٦٥) ٦٨٩٧، والبيهقي في الكبرى (١/ ٨٨) ٤١٧، والمقدسي في المختارة (٧/ ١٤٠) وقال: إسناده حسن لشاهده.
وانظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٢٦٨)، أخبار المدينة لابن شبة (١/ ٣٤٨)، تاريخ دمشق لابن عساكر (٤٤/ ٣٤)، الإصابة (٨/ ٦٢) ١١٥٩٠.
(٢) البداية والنهاية (٧/ ١٣).

<<  <   >  >>