للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: بعض المسائل العلمية من النساء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (١)

في صدر الإسلام نشأت مدرسة العلم الأولى، وتألقت على يد مؤسسها سيد المرسلين، وقدوة العالمين، لقد بناها روضة زاهية بالعلم، زاكية بالحكمة، معينها الكتاب والسنة، قال تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} (٢) غايتها العظمى إنقاذ الناس من غياهب الجهل، ودياجير الضلال إلى سبيل الهدى والنور، وصراط الله المستقيم قال تعال {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (٣) ولقد علم الحكيم سبحانه حاجة العباد إلى تلك الهداية والنور، والنهل من المعين النقي، والمنبع الصافي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فأودع في فطرهم مفتاح العلم والحكمة حيث جعل من طبيعة الإنسان حب السؤال عما يجهل، والبحث عما يفيد، واستطلاع الرأي، واستجلاء الحقيقة، ودعا الباري إلى التزود من ذوي العلم


(١) ألف كتب حول هذا الموضوع منها: من أسئلة النساء للنبي -صلى الله عليه وسلم لـ د. فالح الصغير، ورسالة دكتوراه لأختي الفاضلة منة القاسم عنوانها "أسئلة الصحابيات لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الآداب" فراجعها ففيهما مزيد فائدة.
وقد تقدمت بعض الأحاديث التي فيها أسئلة الصحابيات لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحكام الطهارة والصلاة في المباحث الأولى ص (١٢٣) فما بعدها، ولذا فلن أورد في هذا المطلب شيئًا منها.
(٢) البقرة: ١٢٩.
(٣) المائدة: ١٦.

<<  <   >  >>