للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس حق المرأة في الفتوى]

ما تقدم في فصل حق المرأة في التعليم يُظْهِرُ ما بلغته النساء المؤمنات من مكانة سامَيْنَ بما فحول الرجال، وفطاحل العلماء، فمن الطبعي أن تكون تلك العالمة مفتية بما تدين الله به، وبما تعلمه من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والإفتاء عظيم الخطر، كبير الوقع؛ لأن المفتي قائم بفرض الكفاية، مخبر عن حكم الله، ولهذا قالوا المفتي موقِّع عن الله تعالى (١)، ولقد تسنم المفتون من الأمة سنام السناء، وكانوا قرّة الأعين لها، ولا تخلو الأرض من قائم بالحجة إلى أوان الانتهاء، يستوي في ذلك الرجال والنساء.

يقول النووي -رحمه الله- في آداب الفتوى (٢): «شرط المفتي كونه مكلفًا مسلمًا، ثقة، مأمونًا، متنزهًا عن أسباب الفسق وخوارم المروءة، فقيه النفس، سليم الذهن، رصين الفكر، صحيح التصرف، والاستنباط متيقظًا سواء فيه الحر، والعبد، والمرأة، والأعمى، والأخرس إذا كتب أو فهمت إشارته».

وقال الشهر زوي: «ولا يشترط في المفتي الحرية والذكورة» (٣).

بل إن ابن القيم -رحمه الله- عد من المكثرين من الفتيا أم المؤمنين عائشة -رضي الله


(١) ينظر: أدب المفتي والمستفتي للشهرزوي (٧٢)، آداب الفتوى للنووي (٢٢١)، صفة الفتوى لأحمد النمري (٢٥)، وقد سمى ابن القيم كتابه النفيس في الفتوى إعلام الموقعين عن رب العالمين.
(٢)
(٣) أدب المفتي والمستفتي (١٠٦).

<<  <   >  >>