للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث وجدت الاستطاعة» (١).

وأفتى الفقهاء بأن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتساوى فيه النساء والرجال (٢).

وسأدلل فيما سيأتي على ما بذلته المرأة في تطبيق هذه الشعيرة على أصحاب السلطة وكبار القوم؛ لتعلم أن الإسلام حباها مكانة لا تساميها مكانة:

١ - أخرج البخاري في صحيحه (٣) من طريق يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد وسليمان بن يسار أنه سمعهما يذكران أن يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبدالرحمن بن الحكم، فانتقلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشة إلى مروان -وهو أمير المدينة-: «اتق الله وارددها إلى بيتها». قال مروان في حديث سليمان: إن عبدالرحمن بن الحكم غلبني (٤). وقال القاسم بن محمد: أو ما بلغكِ شأن فاطمة بنت قيس؟ قالت: لا يضرك ألا تذكر حديث فاطمة. فقال مروان: إن كان بك شر فحسبك ما بين هذين من الشر (٥).

وفي الحديث أمر أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أمير المدينة برد المطلقة


(١) تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين (٢٠).
(٢) تفسير القرطبي (٨/ ٢٠٣)، إحياء علوم الدين للغزالي (٢/ ٤٧٤).
(٣) كتاب الطلاق، باب: قصة فاطمة بنت قيس قول الله عز وجل {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} الطلاق: ١ (٥/ ٢٠٣٨) ٥٠١٥.
(٤) قال الحافظ في الفتح: «وقول مروان إن عبد الرحمن غلبني أي لم يطعن في ردها إلى بيتها، وقيل: مراده غلبني بالحجة؛ لأنه احتج بالشر الذي كان بينهما» (٩/ ٤٧٦).
(٥) قال الحافظ في الفتح: «(فقال مروان بن الحكم إن كان بكِ شر) أي: إن كان عندك أن سبب خروج فاطمة ما وقع بينها وبين أقارب زوجها من الشر، فهذا السبب موجود ولذلك قالا: «فحسبك ما بين هذين من الشر» (٩/ ٤٧٦).

<<  <   >  >>