للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنها-، ومن المتوسطين في الفتيا أم سلمة، ومن المقلين من الفتيا عدّ نسوة كثرًا منهن: أم عطية، وأم المؤمنين صفية، وحفصة، وأم حبيبة، وليلى بنت قائف، وأسماء بنت أبي بكر، وأم شريك، والحولاء بنت تويت، وعاتكة بنت زيد، وسهلة بنت سهيل، وغيرهن رضوان الله عليهن (١).

وعلى رأس مفتيات النساء تحتل أم المؤمنين عائشة قمة الجبل الشامخ، وكانت بحرًا لا تكدره الدلاء، قال مسروق: لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألونها عن الفرائض.

وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا.

وألف الزركشي كتابًا في استدراكات أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- على الصحابة، اسمه: الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة.

وقد تقدم ذكر بعض المحدثات من النساء، وتتلمذ كبار المحدثين على أيديهن، مما يدل دلالة عظمى على ضلوعهن في التعليم والفتوى، وسأضرب بعض الأمثلة على ذلك؛ إذ بالمثال يتضح المقال، وقد وجدتي أمام قدْر هائل منها؛ لكني سأوثر الاختصار:

١ - أخرج مسلم في صحيحه (٢) من طريق عبد الله بن شهاب الخولاني قال: كنت نازلًا على عائشة، فاحتلمت في ثوبيَّ، فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة، فأخبرتها. فبعثت إليّ عائشة، فقالت: ما حملك على ما ص نعت بثوبيك؟ قال: قلت:


(١) ينظر: إعلام الموقعين (١/ ١٢ - ١٣).
(٢) كتاب الطهارة، باب: حكم المني (١/ ٢٣٩) ٢٩٠.

<<  <   >  >>