للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١). واللفظ للبخاري.

وتأمل بيعته للرجال التي تعرف بـ «بيعة النساء» ترى أنا عين البيعة التي بايعها للنساء، أخرج البخاري (٢) من حديث عبادة بن الصامت قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في مجلس: «تبايعوني على ألّا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفي منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه» فبايعناه على ذلك.

• وهكذا تتوالى آيات القرآن في حث الرجال والنساء على التزام الأوامر، يقول تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (٣).

٢ - توافرُ شروط التكليف في المرأة:

أجمع الفقهاء على أن شروط التكليف الأساسية هي:

الإسلام- البلوغ- العقل. بلا تفرقة بين ذكر وأنثى (٤).

ويؤكد هذا الإجماع ما تقدم من آي الكتاب وصحيح السنة.


(١) الممتحنة: ١٢. وسيأتي مزيد بحث لبيعة النساء في حقوق المرأة السياسية ص (٤١٠).
(٢) في صحيحه في كتاب الأحكام، باب: بيعة النساء (٦/ ٢٦٣٧) ٦٧٨٧، وانظر شرحه مستوفى في الفتح (١/ ٦٦).
(٣) النور: ٣٠ - ٣١.
(٤) ينظر: شرح العمدة (٤/ ٣٤)، الثمر الداني (١/ ١٤)، كفاية الطالب (١/ ١٨)، إرشاد النقاد (١/ ٨٨).

<<  <   >  >>