للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الرابع: بيعة النصرة والمَنَعَة

أخرج أحمد في المسند (١)، والبزار في المسند (٢)، وابن حبان في الصحيح (٣) والبيهقي في الكبرى (٤) من طرق عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خُثَيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: مكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة عشر سنين يتَّبَّع الناس في منازلهم بعكاظ ومَجَنّة، وفي المواسم بمني، يقول: «من يؤوين؟ ومن ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي، وله الجنة» حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مُضَر فيأتيه قومه، فيقولون: احذر غلام قريش، لا يفتننك، ويمشي بين رجالهم، وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله له من يثرب، فآويناه وصدّقناه، فيخرج الرجل منا، فيؤمن به، ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله، فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين، يظهرون الإسلام. ثم ائتمروا جميعًا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُطرَد في جبال مكة ويُخَاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلًا حتى قدموا عليه في المواسم، فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم


(١) (٢٢/ ٣٤٦) ١٤٤٥٦.
(٢) كشف الأستار (١٧٥٦).
(٣) (١٤/ ١٧٢) ٦٢٧٤.
(٤) (٨/ ١٤٦) ١٦٣٣٣.

<<  <   >  >>