للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول حق المرأة أُمًّا

لقد أوصى الله تعالى في مواضع من كتابه بالإحسان إلى الوالدين، وقرنه بالأمر بعبادته، وبالنهي عن الشرك به، وأمر بالشكر لهما متصلًا بالشكر له، وتأّمل تبويبات العلماء حول آي البر وأحاديثه: «باب: بر الوالدين» (١) وإيرادهم الآيات والأحاديث الدالة على وجوب البر التي تدل على عظيم قدرهما، وعدّ الإسلام ضده وهو «عقوق الوالدين» من كبائر الذنوب، وأورد العلماء أحاديثه في كتب الكبائر (٢).

وسأشير هنا إلى ما جاء في بر الوالدين على وجه العموم، وما خُصَّتْ به الأم من مزيد عناية، وتأكيد؛ بتقديم حقها في البر:

١ - قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (٣).

وتأمل -رحمك الله- الآية الموصية بير الوالدين لتطالع عظيم حقهما، ورفيع


(١) ينظر: مصنف ابن أبي شيبة (٥/ ٢١٨)، صحيح مسلم (٤/ ١٩٧٤)، سنن ابن ماجه (٢/ ١٢٠٦)، سنن الترمذي (٤/ ٣٠٩).
(٢) ينظر: الكبائر للذهبي (٤٠)، الزواجر (٢/ ٦٦).
(٣) الإسراء: (٢٣ - ٢٤).

<<  <   >  >>