للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس حق المرأة في الدعوة]

لما سمع المؤمنون والمؤمنات فضل الدعوة إلى الله في الكتاب والسنة، تنافسوا في كسب قلوب العباد لإخراجهم من ظلمات الضلال والجهل إلى نور الهداية والعلم، يقول تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (١) والاستفهام هنا بمعنى النفي المتقرر، أي: لا أحد أحسن قولًا: {مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين، ومحاولة المبطلين بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها، والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن (٢).

وأخرج البخاري (٣) ومسلم (٤) من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- الطويل، وفيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يوم خيبر لمّا قال له علي: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فو الله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حُمْر النعم» واللفظ للبخاري.

قال الحافظ: «يؤخذ منه أن تألف الكافر حتى يسلم أولى من المبادرة إلى قتله، وقوله: (حمر النعم) بسكون الميم من حمر، وبفتح النون والعين المهملة، وهو من ألوان الإبل المحمودة، قيل المراد: خير لك من أن تكون لك، فتتصدق بها. وقيل:


(١) فصلت: (٣٣).
(٢) تفسير السعدي (٤٧٩).
(٣) كتاب الجهاد، باب: فضل من أسلم على يديه رجل (٣/ ١٠٩٦) ٢٨٤٧.
(٤) كتاب الفضائل، باب: من فضائل عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- (٤/ ١٨٧٢) ٢٤٠٦.

<<  <   >  >>