للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس: حقوق المرأة المعنوية]

المرأة عاطفة تتدفق، ومشاعر تتألق، جعلها الإسلام سكن الوالد، ومحضن الولد، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالرفق بها، وشبهها بالقوارير فقال: «رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير» (١).

يقول الحافظ في الفتح (٢): «قال الرامهرمزي: كنى عن النساء بالقوارير؛ لرقتهن، وضعفهن عن الحركة، والنساء يشبّهن بالقوارير في الرقة واللطافة وضعف البنية».

وقد راعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الجانب في النساء فأشبعه، دل على ذلك حسن عشرته، وطيب قربه، ودماثة أخلاقه، ولا غرو فقد زكاه ربه، وامتدح خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (٣) وإنك لتعجب حين ترى بعض الرجال يرى أنه أعطى المرأة حقها فأطعمها، وكساها، وأسكنها، لكن لم يرعَ يومًا نفسيتها، ولم يتفهم حاجاتها المعنوية، ومتطلباتها النفسية، وستقف من خلال ما سيأتي على ضرورة مراعاة نفسية المرأة، والحفاظ على معنوياتها. من خلال هدي


(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب، باب: ما يجوز من الشعر والرجز والحداء … (٥/ ٢٢٧٦) ٥٧٩٧، ومسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب: رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- للنساء، وأمر السواق مطاياهن بالرفق بهن (٤/ ١٨١١) ٢٣٢٣.
(٢) (١٠/ ٥٤٥).
(٣) القلم: (٤).

<<  <   >  >>