للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البائنة إلى بيتها، وقد عارضت في ذلك حديث فاطمة بنت قيس فإنها أفتت بانتقال المطلقة البائنة عن بيتها (١).

٢ - أخرج مسلم في صحيحه من طريق أبي نوفل قال: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة (٢)، قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس، حتى مرّ عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه، فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أخاك عن هذا، أمّا والله لقد كنت أفاك عن هذا، أمّا والله إن كنت ما علمت صوامًا قوامًا وصولًا للرحم، أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير (٣). ثم نفذ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه، فأنزل عن جذعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول لتأتيني، أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك. قال: فأبت. وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إليّ من يسحبني بقروني. قال: فقال: أروني سِبْتيّ (٤)، فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف (٥) حتى دخل عليها. فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله. قالت:


(١) انظر تفصيل المسألة وأدلة الفريقين في: شرح النووي (١٠/ ٩٥)، الفتح (٩/ ٤٧٧)، عمدة القارئ (٢٠/ ٣١٠).
(٢) قال النووي: «عقبة المدينة هي عقبة بمكة» شرح صحيح مسلم (٦/ ٩٨).
(٣) قال النووي: «فيه استحباب السلام على الميت في قبره وغيره، وتكرير السلام ثلاثًا كما كرر ابن عمر، وفيه الثناء على الموتى بجميل صفاتهم المعروفة، وفيه منقبة لابن عمر لقوله بالحق في الملأ، وعدم اكتراثه بالحجاج؛ لأنه يعلم أنه يبلغه مقامه عليه، وقوله، وثناؤه عليه … » شرح صحيح مسلم (١٦/ ٩٨).
(٤) بكسر السين المهملة، وإسكان الموحدة، وتشديد آخره، وهي النعل التي لا شعر عليها. ينظر: مشارق الأنوار (٢/ ٢٠٣) مادة (س ب ت)، شرح النووي (١٦/ ٩٩).
(٥) يتوذف أي: يتبخبر. انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٢٨٣٠)، النهاية (٥/ ١٧٠)، مادة (و ذ ف).

<<  <   >  >>