للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العيوب، وهو شاذ، وفائدة هذه المقدمة أن المرأة خلقت من ضلع أعوج فلا ينكر اعوجاجها، أو الإشارة إلى أنها لا تقبل التقويم كما أن الضلع لا يقبله، قوله (فإن ذهبت تقيمه كسرته) قيل: هو ضرب مثل للطلاق» (١) وقد قال في موضع آخر في فائدة هذه المقدمة وهي التنبيه على مادة الخلق: «قوله (فاستوصوا بالنساء خيرًا) كأن فيه رمزًا إلى التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسر، ولا يتركه فيستمر على عوجه … فيؤخذ منه ألَّا يتركها على الاعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص إلى تعاطي المعصية. مباشرتها، أو ترك الواجب، وإنما المراد أن يتركها على اعوجاجها في الأمور المباحة، وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس، وتألف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن، والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بمن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها، ويستعين بها على معاشه؛ فكأنه قال الاستمتاع بما لا يتم إلا بالصبر عليها» (٢).

٤ - أن من يعيب المرأة؛ لكونها خلقت من ضلع أعوج، يقال له لقد كان هذا الضلع بعضك؛ أفتعيب بعضك؟!.

وتأمل حكمة الرب جل وعلا في خلق حواء من آدم، ومن الضلع بالذات المحاور للقلب؛ يقول ياسين رشدي: «والمتأمل في كيفية خلق المرأة، يجد أنها خلقت من ضلع آدم وهو أقرب مكان للقلب … وكأن هذا هو مكانها الطبيعي من زوجها … أن تكون في قلبه، فيعاملها بالعاطفة، والحب والحنان … ولو خلقت المرأة من رأس الرجل، لكانت عقله المفكر، الذي يسوسه ويقوده … ولو خلقت من يده لبطش بها أو تكسب بها … ولكنها خلقت من أقرب مكان من قلبه، حتى


(١) الفتح (٦/ ٣٦٨).
(٢) الفتح (٩/ ٢٥٤).

<<  <   >  >>