للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا أوجه الأوجه في نظري، وليس مخالفًا لما قال الطيبي» (١) قلت: وعلى الوجه الذي رجحه الحافظ نكون معاشر النساء وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرجال؛ فلله الحمد والمنة.

٢ - الحديث توجيه وخطاب للرجال لا للنساء، وفي الحديث: موصَى هم الرجال، وموصى به وهن النساء، والوصية عادة لا تكون إلا في مصلحة الموصى به، وهي هنا كذلك لصالح الرجل والأسرة والمجتمع، فإذا افترض الرجل الكمال في المرأة فسيقوده ذلك إلى المحاسبة الدقيقة لها على كل نقص، مما يقلب جو الحياة الأسرية إلى جحيم، ولذا جاء في حديث سمرة بن جندب الذي أخرجه الحاكم (٢): «ألا إن المرأة خلقت من ضلع، وإنك إن ترد إقامتها تكسرها، فدارها تعش بها ثلاث مرات» وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

ومعنى «فدارها» من المداراة التي تعني بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معًا (٣).

٣ - في الحديث دلالة واضحة على الرفق عند التعامل مع المرأة، والتنبيه على رقة الطباع، وبيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مادة خلقها (من ضِلع) (٤) ليرفق الرجل بها فلا يكسرها، قال الحافظ في معنى: «وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه»: «قيل: فيه إشارة إلى أن أعوج ما في المرأة لسانها، وفي استعمال أعوج استعمال لأفعل في


(١) الفتح (٦/ ٣٦٨).
(٢) (٤/ ١٩٢) ٧٣٣٣.
(٣) الفتح (١٠/ ٤٥٤).
(٤) وفي تفسير معنى (من ضِلَع) تأويلات أخرى؛ أعرضت صفحًا عن ذكرها؛ لضعفها؛ فراجعها: المفهم (٤/ ١٠٢)، الفتح (٦/ ٣٦٨)، عمدة القارئ (٣/ ١٠٤).

<<  <   >  >>