للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضِلَع (١)، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء» زاد مسلم: «وكسرها طلاقها».

الحديث سيق للوصية بالنساء:

إن الاستدلال بهذا الحديث على انحطاط منزلة المرأة في الإسلام يدل على جهل باللغة، وبمعنى الحديث، والسياق الذي جاء فيه، وذلك لما يأتي:

١ - لقد بدأ الحديث بالوصاة بالنساء، وانتهى بالوصاة بهن -أيضًا- فتكررت «فاستوصوا بالنساء» وجاء في رواية ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «واستوصوا بالنساء خيرًا» وفي نهايته «فاستوصوا بالنساء خيرًا» (٢)، وعلى هذا بوّب البخاري في صحيحه: باب المدارة مع النساء، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «إنما المرأة كالضلع» وباب: الوصاة بالنساء (٣). كل هذا يدل على أن الحديث سيق لصالح المرأة، وذكرت مادة خلقها للرفق بها.

وتنبه الحافظ للفظ الوصية «استوصوا بالنساء» فقال: «قيل: معناه تواصوا بهمن، والباء للتعدية، والاستفعال بمعنى الأفعال كالاستجابة بمعنى الإجابة. وقال الطيبي: السين للطلب، وهو للمبالغة، أي: اطلبوا الوصية من أنفسكم في حقهن، أو اطلبوا الوصية من غيركم بمن كمن يعود مريضًا، فيستحب له أن يحثه على الوصية، والوصية بالنساء آكد؛ لضعفهن واحتياجهن إلى من يقوم بأمرهن وقيل: معناه: اقبلوا وصيني فيهن، واعملوا بها، وارفقوا بمن، وأحسنوا عشر من، قلت:


(١) بكسر الضاد المعجمة، وفتح اللام وقد سكن، الفتح (٩/ ٢٥٣).
(٢) حديث رقم (٤٨٩٠).
(٣) كتاب النكاح (٥/ ١٩٨٧).

<<  <   >  >>