للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواردة فيها».

ولا شك أن المرأة في هذه الشروط مثل الرجل، وقد تقدم تصريح الإمام النووي (١) بذلك، فمتى ما توافرت في المرأة هذه الشروط كانت أهلًا للفتوى وأصبحت حًقا من الحقوق الشرعية لها، يشهد لذلك ما أوردته من نماذج يسيرة من فتاوى أمهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهن.

وإنك لتعجب في زمن تغير فهم أهله، فأصبحت الفتوى والتوقيع ع ن الله من شأن جهلة المسلمين وعوامهم فضلًا عن أنصاف المتعلمين، وتخبط الناس في فهم النصوص الشرعية ودلالتها لعدم اكتمال أدوات الفهم لدى المتكلم والكاتب، وصار في كل بيوتات المسلمين إلا من رحم الله شيخ إسلام عصره، وشمس دين زمانه، والصحف اليومية والجرائد المحلية أكبر شاهد على ما أقوله؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

أخرج البخاري (٢) ومسلم (٣) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا؟، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا».

اللهم إنا نسألك أن تقبضنا إليك غير مفتونين.


(١) ص (٣٠٣).
(٢) كتاب العلم، باب: كيف يقبض العلم (١/ ٥٠) ١٠٠.
(٣) كتاب العلم، باب: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان (٤/ ٢٠٥٨) ٢٦٧٣.

<<  <   >  >>