للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالت له ذلك.

وفي رواية أخرى (١) أنها قالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد إنما هو شجرة تنبت من الأرض، وإنما نجّرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى. قالت: أما تستحي تسجد لخشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قالت: فهل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأزوجك نفسي لا أريد منك صداقًا غيره؟ قال لها: دعيني حتى أنظر. قالت: فذهب، فنظر، ثم جاء فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله».

وأخرج النسائي في المجتبى (٢)، والمقدسي في المختارة (٣) من طريق ثابت، عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره، فأسلم، فكان ذلك مهرها. قال ثابت: فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرًا من أم سليم الإسلام، فدخل بها فولدت له.

وصحح إسناده الحافظ في الفتح (٤)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (٥).

وتأمل -وفقك الله- قصة أم سليم -رضي الله عنها- تخلص إلى ما يأتي:

١ - اعتزازها -رضي الله عنها- بدينها الإسلام، ويتجلى ذلك في قولها


(١) الطبقات الكبرى (٨/ ٤٢٧).
(٢) (٦/ ١١٤) ٣٣٤١.
(٣) (٤/ ٤٢٧) ١٦٠٧.
(٤) (٩/ ١١٥).
(٥) (٢/ ٧٠٣) ٣٣٤١.

<<  <   >  >>