للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأحاديث التي يديرون حولها الشبهات، ولو سألت الواحد منهم عن بعض الآيات المحكمات ما استطاع إجابتك؛ فلله العجب!!!.

أخرج البخاري (١)، ومسلم (٢) من حديث عائشة قالت: تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمي الله فاحذروهم» واللفظ لمسلم.

وسأعرض تحت هذه الشبهة أحاديث مختلفة يجمعها في فهم من يثير الشبهة: ارتباط المرأة بالشيطان والفتنة:

الحديث الأوّل: (لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر):

ما أخرج البخاري (٣)، ومسلم (٤) من حديث أبي هريرة قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لولا بنو إسرائيل لم يَخْنَزِ (٥) اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر» واللفظ للبخاري.

يستدل البعض بهذا الحديث على أن حواء سبب الخطيئة الأولى، وأورد فيما يأتي نقاطًا في فهم الحديث ومناقشة الشبهة:

١ - يقول الحافظ: «وقوله (لم تخن أنثي زوجها) فيه إشارة إلى ما وقع من


(١) كتاب التفسير، باب: منه آيات محكمات (٤/ ١٦٥٤) ٤٢٧٣.
(٢) كتاب العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه (٤/ ٢٠٥٣).
(٣) كتاب التفسير، باب: قول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} الأعراف (١٤٢) (٣/ ١٢٤٥) ٣٢١٨.
(٤) كتاب الرضاع، باب: لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر (٢/ ١٠٩٢) ١٤٧٠.
(٥) يخنز: بفتح أوله، وسكون الخاء، وكسر النون أو فتحها- أي: ينتن، والخنز: التغير والنتن.
انظر: الفتح (٦/ ٣٦٧).

<<  <   >  >>