للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولدت إن كان غلامًا فقد شركنا في قومنا، وإن كانت جارية فادفناها. فقالت: جارية. فقلت: وما هذه الموءودة؟ فقال: ابنة لي. فقلت: إني اشتريها منك. قال: يا أخا بني تميم، أتقول أتبيع ابنتك، وقد أخبرتك أني رجل من العرب من مضر. فقلت: إني لا أشتري منك رقبتها، إنما أشتري روحها ألا تقتلها. قال: بم تشتريها؟ قال: بناقتَّي هاتين وولديهما. قال: وتزيدني بعيرك هذا؟ فقلت: نعم، على أن ترسل معي رسولًا؟ فإذا بلغت أهلي رددت إليك البعير، ففعل، فلما بلغت أهلي، رددت إليه البعير. فلما كان في بعض الليل فكرت في نفسي، فقلت: إن هذه لمكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب، وظهر الإسلام، وقد أحييت ثلاث مائة وستين من الموءودة، أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل، فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذا باب من البر، ولك أجره إذ مَنَّ الله عليك بالإسلام» قال عباد (أحد رواة الحديث): مصداق قول صعصعة -ؤضي الله عنه- قول الفرزدق:

وجدي الذي منع الوائدات وأحيا الوئيد فلم يؤادِ (١).

واللفظ للطبراني.

قال البخاري بعد إيراده الحديث (٢): «فيه نظر» وقال في ترجمة طفيل (٣): «لم يصح حديثه».

قال الهيثمي في المجمع: «رواه الطبراني في الكبير والبزار، وفيه الطفيل بن عمرو التميمي، قال البخاري: «لا يصح حديثه» (كذا في


(١) تقدم تخريجه ص (٤٤).
(٢) التاريخ الكبير (٤/ ٣١٩) ترجمة صعصعة: (٢٩٧٨).
(٣) المصدر السابق (٤/ ٣١٩) ترجمة: ٣٦٤.

<<  <   >  >>