للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى أمكن تكوين فرق نسائية متكاملة في بعض البلاد (١)، إلا أن مجمل أعدادهن لا تزال قليلة إذا ما قوبلت بأعداد الذكور؛ ففي حرب الولايات المتحدة الأمريكية مع فيتنام -وهي من حروب النصف الثاني من القرن العشرين- شارك ثلاثة ملايين من الرجال عبر سنوات الحرب مقابل سبعة آلاف امرأة، يعني نسبة (٠. ٢%) فقط (٢).

فإلى أولئك الزاجين بالجنس اللطيف في الثكنات العسكرية، والصفوف القتالية، منصِّبين أنفسهم دعاة لتحريرها زعموا، لابسين جلود الضأن على قلوب الذئاب، كلامهم أحلى من العسل، وحقيقته أَمرُّ من الصَبِر، أقول لهم على لسان كل مجندة: أراحتكم تطلبون، وأمنكم تريدون من وراء كل ضعيفة لطيفة؟!!

أثقلتم عواتقنا بما قد ضرنا منكم.

وحطمتم أنوثتنا، دفنتم كل معناها.

لبسنا زي عسكركم، وقد فتلت سواعدنا.

وفوق الكتف حُمِّلنا سلاحًا من ذخيرتكم.

وناديتم بأن الحق عندكم، وأن العدل دينكم.

فيا لله كم قُتِلت نضارتنا، وأُنْسينا منازلنا.

حمينا صفكم يا قبح منظركم.

رجالًا قد تترستم بأنثى خاب مسعاكم.


(١) ينظر: المرأة في القديم والحديث لعمر رضا كحالة (٣/ ١٠)، جوانب التعارض بين عنصر الأنوثة في المرأة والعمل السياسي (٨٨).
(٢) ينظر: نحو استراتيجية قومية لإعادة تأهيل الأسرى لمحمد حجاز (٨٠).

<<  <   >  >>