للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد عقد ابن حجر الهيثمي في «الزواجر» (١) بابًا خاصًا في لبس المرأة ثوبًا رقيقًا يصف بشرتها، وأنه من الكبائر.

٤ - أن يكون فضفاضًا غير ضيق فيصف شيئًا من جسمها؛ لأن الغرض من الثوب إنما هو رفع الفتنة، ولا يحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع، وأما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة، فإنه يصف حجم جسمها أو بعضه، ويصوره في أعين الرجال، وفي ذلك من الفساد، والدعوة إليه مما لا يخفى، أخرج أحمد في المسند (٢)، والبيهقي في السنن (٣)، والمقدسي في المختارة (٤) من حديث أسامة بن زيد قال: «كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: مالك لم تلبس القبطية؟ قال: كسوتها امرأتي. قال: مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها … واللفظ لأحمد.

وحسنه الألباني في جلباب المرأة المسلمة (٥).

وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة أن يأمر زوجته أن تجعل تحت القبطية غلالة -وهي شعار يلبس تحت الثوب- (٦) ليمنع به وَصْفَ بدها، والأمر يفيد الوجوب (٧).


(١) (١/ ١٢٧).
(٢) (٥/ ٢٠٥) ٢١٨٣٤.
(٣) (٢/ ٢٣٤) ٣٠٧٨.
(٤) (٤/ ١٤٩) ١٣٦٥.
(٥)
(٦) ينظر: غريب الحديث لابن سلام (٣/ ١٧٩)، النهاية (٤/ ٧) مادة (غ ل ل).
(٧) ورد الألباني على من فسّر القبطية بالثياب الشفافة من وجهين:
الأول: تصريحه في وصف القبطية بكونها «كثيفة».
الثاني: تعليل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «إني أخاف أن تصف حجم عظامها».
وانظر: جلباب المرأة المسلمة (١٣٢).

<<  <   >  >>