للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توطئة:

وما فَتِئ أعداء الدين الحاقدون يثيرون الشبهات حول النصوص الشرعية فيما يتعلق بقضايا المرأة الاجتماعية، مقتطعين من دلالات الكتاب والسنة المتكاملة التي يفسر بعضها بعضًا ما يغررون به أنصاف المتعلمين أو المتعالمين، ويدسون السم في العسل باسم «تحرير المرأة» زعموا، رافعين شعارات العدل والحرية، وويل أم من أطاعهم، ووظفوه لنيّاتهم الفاسدة التي أخبر عنها ربنا فقال: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (١).

وتأمل -حفظك الله- في قوله: {وَلَا يَزَالُونَ} فإن فيه معنى الدوام والاستمرار، وبيان استحكام العداوة، والإصرار على الفتنة في الدين، ثم انظر إلى غايتهم {حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ} الحق، إلى دينهم الباطل، وإضافة الدين للمؤمنين؛ لتذكير ما بينهما من العلاقة الموجبة لامتناع الافتراق، ثم طمأن الله قلوب عباده المؤمنين فقال: {إِنِ اسْتَطَاعُوا} إشارة إلى تصلبهم في الدين، وثبات قدمهم فيه، فكأنه قال: وأنّى لهم ذلك (٢).

يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (٣).


(١) البقرة: (٢١٧).
(٢) ينظر: تفسير أبي السعود (١/ ٢١٧).
(٣) الفتح: (٢٨).

<<  <   >  >>