للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالتَّسبيح ثلاثُ (١).

قوله: (ثمَّ أفسدها قضاها) [ومن دخل في صلاة نفلٍ ثمَّ أفسدها قضاها؛ لأنَّ هذه عبارة تلزم بالعذر فجاز أن تلزم بالشروع فيها كالحج] (٢)، قال مولانا (٣) - رحمه الله - الإيمان والأعمال الصَّالحة روح الروح؛ فكما أنَّه لا يجوز إبطال الرُّوح المحرّك للبدن بقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (٤)، فكذلك لا يجوز إبطال روح الروح بقوله تعالى: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (٥)، هذا التَّقدير (٦) بطريق لسان الرياضة (٧).


= الفاضل والأفضل، كالحلق مع التَّقصير. ينظر: ابن عابدين، حاشية رد المحتار على الدر المختار (مرجع سابق)، (١/ ٥١٢).
(١) التَّسبيح ثلاثًا روى عن أبي حنيفة، وهو المأثور عن علي وابن مسعود وعائشة - رضي الله عنها -، وهذا باب لا يدرك بالقياس فالمروي عنهما كالمروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهذا الدَّليل هو الصَّارف لمواظبة النبي - صلى الله عليه وسلم - على القراءة الوجوب عن إلى الاستحباب. ينظر: الكاساني، بدائع الصَّنائع في ترتيب الشَّرائع، (١/ ٤٦٠). و: الحصكفي، محمَّد بن علي بن محمَّد الحِصْني المعروف بعلاء الدين الحصكفي الحنفي، الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار، (ت: ١٠٨٨ هـ) تح: عبد المنعم خليل إبراهيم ط: دار الكتب العلمية، (٧١).
(٢) زاد في (أ): "ومن دخل في صلاة نفلٍ ثمَّ أفسدها قضاها؛ لأنَّ هذه عبارة تلزم بالعذر فجاز أن تلزم بالشروع فيها كالحج".
(٣) محمد بن عبد الستار الكردري (سبقت ترجمته).
(٤) سورة البقرة، آية: ١٩٥.
(٥) سورة محمد، آية: ٣٣.
(٦) في (ب): "الترتيب " في، (ت): "التقرير".
(٧) في (أ)، (ت)، (خ)، (ش): "الرياضة". وفي (ب): "الرياصه"، مهملةٌ بدون تنقيط. والرِّياضة هي نوع من الورع، قال يحيى بن معاذ الرازي: جاهد نفسك بأسباب الرياضة على أربعة أوجه: القليل من الطعام، والغمض من المنام، والحاجة من الكلام، وتحمل=

<<  <  ج: ص:  >  >>