للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجَّاج (١) وهو كيل عمر -رضي الله عنه- وكان يمنّ على (٢) أهل العراق يقول في خطبته: يا أهل العراق يا أهل الشِّقاق والنِّفاق ومساوئ الأخلاق (٣)، ألم أخرج لكم صاع عمر -رضي الله عنه-؟

[والصَّاع عند أبي حنيفة ومحمد ثمانية أرطالٍ بالعراقي، وقال أبو يوسف خمسة أرطالٍ وثلث، وجه قولهما ما روي عن أنس أنَّه قال: "كان رسول الله بالمد بالماء حين يغتسل" (٤) فالصَّاع ثمانية أرطالٍ وجه قول أبي يوسف أنَّ صاع المدينة خمسة أرطالٍ وثلث، وقد نقل ذلك عن رسول الله


(١) هو أبو محمد، الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، قائدٌ، داهيةٌ، سفاكٌ، خطيبٌ، (ولد سنة: ٤٠ هـ) ونشأ في الطَّائف وانتقل إلى الشَّام حتى قلده عبد الملك أمر عسكره، ثمَّ ولَّاه مكَة والمدينة والطَّائف، ثمَّ أضاف إليها العراق. وبنى مدينة واسط. قال عبد بن شوذب: ما رؤي مثل الحجاج لمن أطاعه ولا مثله لمن عصاه. وقال أبو عمرو ابن العلاء: ما رأيت أحدًا أفصح من الحسن البصري والحجاج. وقال ياقوت في معجم البلدان: ذُكر الحجَّاج عند عبد الوهاب الثَّقفي بسوءٍ، فغضب، وقال: "إنَّما تذكرون المساوئ! أو ما تعلمون أنَّه أوَّل من ضرب درهمًا عليه إلا إله إلا الله محمد رسول الله)، وأوَّل من بنى مدينةً بعد الصَّحابة في الإسلام، وأول من أتخذ المحامل، وأنَّ امرأة من المسلمين سبيت في الهند فنادت ياحجاجاه، فاتصل به ذلك فجعل يقول: لبيك لبيك! وأنفق سبعة آلاف درهمً حتَّى انقذ المرأة؟ " قال عنه الذَّهبي: "له حسناتٌ مغمورةٌ في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله ". وأخبار الحجاج كثيرة. مات بواسط، (ت: ٩٥ هـ) ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء (مرجع سابق)، (٤/ ٣٤٣)، و: الزركلي، الأعلام (٢/ ١٦٧، ١٦).
(٢) سقط من (ب).
(٣) في (أ): " الأختلاف ".
(٤) البخاري، صحيح البخاري (مرجع سابق)، كتاب: الوضوء، باب: الوضوء بالمد، (٥١/ ١)، رقم الحديث: ٢٠١، ونصُّه: "كان النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يغسل، أو كان يغتسل بالصَّاع إلى خمسة أمداد، ويتوضَّأ بالمد".

<<  <  ج: ص:  >  >>