للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على هذا الدُّعاء، والزِّيادة: لبَّيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك، والعمل لديك، لبيك لبيك (١). هذا تلبية ابن عمر - رضي الله عنهما -.

قوله: (وإذا (٢) لبى فقد أحرم) أي: لبى ونوى؛ لأنَّ بمجرد التَّلبية لا يصير محرمًا عندنا، وعند الشَّافعي -رحمه الله- يصير محرمًا (٣)، وإنما لم يذكر النية في الكتاب؛ لأنَّه ذكر الدُّعاء قبل هذا (٤) فيكون (٥) النِّية موجودةً فلا بدَّ من النِّيَّة أو سوق الهدي.

قوله: (فلا رفث (٦)) [أمَّا الرَّفث والفسوق والجدال، لقوله تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (٧). قيل: الرَّفث: الجماع، والفسوق: المعصية، والجدال: مجادلته رفيقة] (٨).


(١) قال الشَّافعي -رحمه الله-: أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر "أنَّ تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إنَّ الحمد والنِّعمة لك والملك لا شريك لك" قال نافع كان عبد الله بن عمر يزيد فيها: لبيك لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل. ينظر: الشافعي، الأم (مرجع سابق)، (٢/ ١٦٩).
(٢) هكذا كتبت في النسخة (أ)، وفي المتن "فإذا".
(٣) قال الجويني -رحمه الله-: "لو لبى بلسانه، ولم ينو بقلبه، فقد نقل المزني أنَّه يلغو ما صدر منه، ونقل الربيع أنَّ إحرامه ينعقد مجملًا، ثمَّ إنَّه يصرفه إلى أحد النُّسكين، أو إليهما. وقد كثر خبط الأصحاب، فنقول: من ذكر التَّلبيةَ حاكيًا، أو معلمًا، وقصد غرضًا سوى الإحرام، لم يصر محرمًا". ينظر: الجويني، أبو المعالي، عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، ركن الدين، الملقب بإمام الحرمين، نهاية المطلب في دراية المذهب، (ت: ٤٧٨ هـ) تح: أ. د. عبد العظيم محمود الدّيب، ط: دار المنهاج، (٤/ ٢٢٠).
(٤) زاد في (ب): "أي ".
(٥) هكذا كتبت في النّسخ، والأصح أن يقول: "فتكون "؛ لأنَّ النِّيَّة مؤنَّث.
(٦) هكذا كتبت في النسخة (أ)، وفي المتن "فليتق ما نهى الله عنه من الرفث ".
(٧) سورة البقرة آية ١٩٧.
(٨) حاشيةٌ جانبيَّةٌ من النُّسخة: (أ)، وسقطت من: (ب)، (خ).

<<  <  ج: ص:  >  >>