للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمنزلة الذكاة (١) في الأرض لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَكَاةُ الأرضِ يبَسُهَا" (٢).

قوله: [(إذا وقعت في البئر نجاسةٌ نزحت)؛ لأنَّ النَّجاسة إن تشيع في الماء فيتنجس ماء البئِّر؛ فوجب أن ينزح، وكان نزح ما فيها من الماء طهارةٌ لها؛ لأنَّ التبع في البئِّر فَفُصِل، فإذا أخرج منها الماء، ونبع فيها ماءٌ آخرٌ رفع النَّجس لمَّا وجه الماء فصار كالنَّجاسة تقع في الماء الجاري] (٣).

نزحت: أي (٤) البئر، لا (٥) المراد النَّجاسة، بقرينة ما ذكر بعد هذا، فإن كانت البئر معينًا (٦) لا تنزح، وإنَّما (٧) أضاف النَّزح (٨) إلى البئر للمبالغة، كما يقال: أبو حنيفة، رَحِمَهُ اللهُ (٩): كله فكذلك ها هنا (١٠)، ينزح جميع


(١) في (ب): "الذكاء".
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، ابن أبي شيبة، أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي، مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الطهارة، تح: كمال يوسف الحوت، ط: الرشد، باب في الرجل يطأ الموضع القذر يطأ بعده ما هو أنظف، (١/ ٥٩)، رقم الحديث: ٤٣٦. و: البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر، كتاب سنن البيهقي الكبرى، تح: محمد عبد القادر عطا، ط: دار باز، (٢/ ٤٢٩)، قال الفتني في تذكرة الموضوعات: لا أصل له في المرفوع بل هو موقوف على محمد بن علي الباقر وعن ابن الحنفية وأبي قلابة وهو من التَّابعين بلفظ جفوف، وقال السَّخاوي: لا يصحُّ مرفوعًا.
(٣) ما بين المعكوفتين سقط من: (خ)، (ب).
(٤) سقطت من (ب).
(٥) في (ب): "لأنَّ".
(٦) بالتخفيف، أي ذات عين جارية، وماءً متجدِّد.
(٧) في (خ): "وأمَّا".
(٨) في (أ): "للنزح".
(٩) في (خ): "فقه".
(١٠) في (أ): "هيهنا".

<<  <  ج: ص:  >  >>