قال: حدثنا المحاربي عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي عن ابن أبي حسين (١) المكي عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ (بن
ــ
(٢/ ٣٠٧)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٦/ ٥٤٤)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٠٦) بطرق عن المحاربي به.
قال النسائي عقبه: "حُصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب ضعيف؛ سُئل ابن عون عن حديث شهر فقال: إن شهرًا نزكوه، وكان شعبة سيّىء الرأي فيه وتركه يحيى القطان".
قلت: كذا وقع عنده: حصين بن عاصم، ووقع عند المعمري: حصين بن منصور وهو المحفوظ؛ قاله الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٠٧).
وقد اضطرب شهر بن حوشب في هذا الحديث اضطرابًا شديدًا على النحو التالي:
فأخرجه الترمذي (٥/ ٥١٥/ ٣٤٧٤)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (١٢٧)، والبزار في "البحر الزخار" (٩/ ٤٣٨ - ٤٣٩/ ٤٠٥٠)، والدارقطني في "العلل" (٦/ ٤٤ - ٤٥)، والطبراني في "الدعاء" (٢/ ١١٢٢ - ١١٢٣/ ٧٠٦)، وابن المقرئ في "الأربعين" (ق ٤٦)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٣٠٤ - ٣٠٥)، وأبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي في "الأربعين" (ص ١٤٣ - ١٤٤) بطرق عن زيد بن أبي أُنيسة عن ابن أبي حسين به، إلا أنه قال: عن أبي ذر.
وقد سقط من "سنن الترمذي" (ابن أبي حسين) والصواب إثباته؛ كما في رواية النسائي وغيره.
قال المزي في "تحفة الأشراف" (٩/ ١٧٨): "وهذا أولى بالصواب من حديث الترمذي".
وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٢/ ٤٠٥): "هذا حديث حسن غريب؛ كما قال الترمذي، وفي بعض النسخ: صحيح.
قلت: وهي رواية أبي يعلى السنجي، وهي غلط؛ لأن سنده مضطرب، وشهر بن حوشب مختلف في توثيقه" أ. هـ.
وقال الحافظ في "الأمالي الحلبية" (ص ٤٩ - ٥٠): " ... ومن هذا الوجه -يعني: عن أبي ذر- أخرجه الترمذي، لكن سقط من إسناده (ابن أبي حسين)، فصار عن زيد بن أبي أنيسة عن شهر، وقال: "حسن صحيح! ".
وهو مما يتعجب منه؛ لأنه اشتمل على ثلاث علل: الاختلاف، والانقطاع، والكلام في شهر، فما أدري كيف صححه؟! والاعتماد فيه على رواية النسائي فيما يظهر، والعلم عند الله تعالى" أ. هـ.
(١) في "م": "حسن".