للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ العبد إذا دخل بيته وأوى إلى فراشه؛ ابتدره ملكه وشيطانه، يقول شيطانه (١): اختم بشرِّ، ويقول الملك: اختم بخير، فإن ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - وحمده؛ طرد الملكُ الشيطانَ، وظلّ يكلؤه، وإن هو انتبه من منامه ابتدره ملكه وشيطانه؛ فيقول له الشيطان:

ــ

وأخرجه النسائي (٨٥٥)، وابن منده في "التوحيد" (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨/ ١٣٩)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (٢/ ١٣٠/ ١٢٩٤ و ١٦٥/ ١٣٥٨) من طريق هشام الدستوائي، والبخاري في "الأدب المفرد" (٢/ ٦٢١/ ١٢١٤) من طريق ابن أبي عدي.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (٥١٤ - ٥١٥/ ٥١٤) من طريق يزيد بن زُريع.

أربعتهم (حماد بن سلمة، هشام الدستوائي، ابن أبي عدي، يزيد بن زُريع) عن الحجاج بن الصَّوَّاف عن أبي الزبير به مرفوعًا، إلا رواية البخاري؛ فإنها موقوفة.

وأخرجه الحاكم (١/ ٥٤٨) - وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (٢/ ١٢٨/ ٣٦٧) -، من طريق معاذ بن فضالة، عن هشام الدستوائي: ثنا أبو الزبير به. بإسقاط الحجاج بن الصوّاف.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي (!).

وتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق ٢٠٢/ أ) بقوله: "قد أخرج مسلم لرجاله؛ لكنه لا يخرج لأبي الزبير إلا ما صرح فيه بالسماع من جابر، أو كان فيه متابعًا، أو كان من رواية الليث، وهذا لم أره من حديث أبي الزبير عن جابر إلا بالعنعنة".

ثم قال - رحمه الله -: "وأبو الزبير مدلس، وقد عنعنه، وإن كان ثقة؛ فهو منحط عن درجة الصحيح" أ. هـ.

قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، ولكنه وقع في الوهم مرتين:

الأولى: أنه قال في "الأمالي الحلبية" (ص ٢٦): "هذا حديث حسن" وهو ليس بحسن؛ كما قاله في "نتائج الأفكار"، على أنه قال في "نتائج الأفكار": "هذا حديث حسن غريب"!.

الأخرى: قوله: " ... لا يخرج لأبي الزبير إلا ما صرح فيه ... " الخ؛ فإن هذا على الغالب، وليس هو منهج للإمام مسلم - رحمه الله -.


(١) في "هـ" و"م": "الشيطان".

<<  <  ج: ص:  >  >>