للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والخاصرة: الجَنْب، وفي حديثٍ بَعدَه: عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد: (مِشْرَق): بكسر الميم وفتح الراء بطن من هَمْدَان، وفي الرواية الأولى (١): (الضحاك الهَمْدَاني)، وهَمْدان بسكون الميم قبيلة عظيمة، قال:

فهل أنا في ذا يالَ هَمْدان ظالمُ (٢)

وقوله: (قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ) (٣) يعني: إني بعثت بالعدل، فإذا لم أعدل، ولم آمرك بالعدل، فقد خبتَ وخسرتَ، لأنك حينئذ تقول غير الحق، وتعمل بغير الحق، لأني أُمرتُ أن أقول الحق وأعملَ بالحق، وآمرَك بالعمل بالحق، والقول الحق، ومن أولى بالعدل مني؟ وقد بعثني الله إلى الخلق، وجعلني أمينًا، فإذا لم أكن عدلا شقيتَ أنت وخسرتَ.

وقوله: (لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُم) التراقي: جمع التُّرْقُوة، والترقوة: ما فوق الصدر، ومعنى: (لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُم) أي: لا يُقبل منهم عملُهم، ولا يصعد فوق رؤوسهم، وفي رواية: (لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُم)؛ والحُنجُرة: أعلى الحلق، وقوله: (يَحْقِرُ أَحَدُكُم صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِم) أي: يجد عملَه حقيرًا بالإضافة إلى عملهم، وفي رواية: (يَحْقِرُ أَحَدُكُم صَلَاتَهُ إِلَى صَلَاتِهِمْ) (٤)، ومعناه ما ذكرنا، أي:


(١) رواية حرملة لحديث الباب برقم: ١٠٦٤.
(٢) القائل عمرو بن براقة الهمداني، وصدر البيت (وكنتُ إذا قوم غزوني غزوتُهم)، ينظر: البيان والتبيين للجاحظ: ٢/ ٩٤، الكامل للمبرد: ١/ ٢١٥، أمالي القالي: ٢/ ١٢٢.
(٣) اعتمد المؤلف رواية الفتح، قال النووي في شرحه ٧/ ١٥٩: (رُوِيَ بِفَتْحِ التَّاءِ فِي خِبْتَ وَخَسِرْتَ وَبِضَمِّهِمَا فِيهِمَا، وَمَعْنَى الضَّمِّ ظَاهِرٌ وَتَقْدِيرُ الْفَتْحِ خِبْتَ أَنْتَ أَيُّهَا التَّابِعُ إِذَا كُنْتُ لَا أَعْدِلُ لِكَوْنِكَ تَابِعًا وَمُقْتَدِيًا بِمَنْ لَا يَعْدِلُ، وَالْفَتْحُ أَشْهَرُ وَاللهُ أَعْلَمُ).
(٤) اللفظ الوارد عند مسلم: ١٠٦٦، وعند أبي داود: ٤٧٦٨ وغيرهما: (وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ).

<<  <   >  >>