للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الثالث نسبة الكتاب إلى مؤلفه]

* * *

أشار غير واحد ممن ترجم للإمام الأصبهاني، ومن ذكر هذا الكتاب؛ إلى أن الذي ابتدأ تأليفه هو الابنُ: أبو عبد الله محمدُ بنُ إسماعيلَ الأصبهاني، لكن المنية اخترمته في وقت مبكر، فأتمه أبوه الإمامُ الحافظُ الأصبهاني؛ المعروف بقِوام السنة، قال ابن قاضي شهبة، وهو يعدد مؤلفاته: (وَشَرحُ صَحِيحِ البُخَارِي، وَصحِيحِ مُسلِمٍ، وَكَانَ ابنُه شَرَع فيهِما، فَمَاتَ فِي حَياتِه فَأَتَمَّها) (١).

وكم من كتابٍ نفيسٍ كتب الله ألَّا يكتمل، إما لوفاةٍ، أو فتور عزمٍ، أو انشغالٍ بما هو أنفسُ وأهمُّ، أو عذرٍ حال دون ذلك، وقد تكرر هذا عبر تاريخ الإسلام؛ نذكر - على سبيل التمثيل - بعض ما تعلق بشرح دواوين السنة:

* التلخيص في شرح البخاري للنووي (٦٧٦ هـ): وصل إلى آخر كتاب الإيمان، وتوفي قبل إتمامه (٢).

* الإيجاز شرح سنن أبي داود للنووي أيضا: وصل فيه إلى أثناء الوضوء (٣).


(١) طبقات الشافعية: ١/ ٣٠٢، وينظر كذلك: تاريخ الإسلام: ٣٦/ ٣٧٢، وطبقات الشافعيين: ص ٥٩٢، وشذرات الذهب: ٦/ ١٧٥.
(٢) ينظر المنهل العذب الروي: ص ٧، وهو مطبوع.
(٣) المصدر نفسه، وقد طبع بتحقيق أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي عن دار طيبة؛ ٢٠٠٨ م.

<<  <   >  >>