للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ومن باب الإهلال حين تنبعث به راحلته]

[١٠٢] حديث ابن عمر : (لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ يَمَسُّ إِلَّا اليَمَانِيين) (١) إنما قيل: (الْيَمَانِيَيْنِ) لأنهما من ناحية اليمن، وهو الركن الذي فيه الحجر الأسود، والركن الذي يتصل به من ناحية مغرب الشمس، وكان يمَسهما في الطواف.

وقوله: (فَأَمَّا النِّعَالُ السِّبتِيَّةُ) السبت: جلود مدبوغة بقرظ، والسِّبتية منسوبة إليه، والسَّبْتُ: حلق الرأس (٢)، وفي الحديث: (يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا) قيل كان يلبسها حين يتوضأ، وقوله: (وَأَمَّا الصُّفَرَةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَصْبُغُ بِهَا) الثياب لا الشعر، وقوله: (يَنبَعِثَ) (٣) أي: يقوم، وقوله: (إِذَا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الْغَرزِ) يعني: ركاب الناقة، ويكون من خشب، كما أن ركاب الفرس من حديد.

* * *

[١٠٣] وحديث ابن عمر : (بَاتَ رَسُولُ اللهِ بِذِي الْحُلَيفَةِ مَبْدَأَه) (٤) يعني: وقت ابتدائه بالسفر؛ وخروجه إلى الحج.


(١) حديث ابن عمر: أخرجه برقم: ١١٨٧، وأخرجه البخاري برقم: ١٦٦.
(٢) ذهب الأزهري إلى تفسير (السبتية) بهذا المعنى، أي إنها محلوقة الشعر، من سَبَت شعره، وتعقبه القاضي بقوله: (والسين في جميع هذه الكلمات مكسورة، والأصح عندي أن يكون اشتقاقها وإضافتها إلى السبت؛ الذي هو الجلد المدبوغ، أو لدباغه بكسر السين في نسبتها، ولو كانت من السَّبت الذي هو الحلق كما قال الأزهري وغيره - كان سَبتية بالفتح، ولم يروها أحد في هذا الحديث ولا غيره ولا في الشعر فيما علمته إلا بالكسر). الإكمال: ٤/ ١٨٥.
(٣) الرواية: (تنبعث)؛ أي راحلته.
(٤) أخرجه برقم: ١١٨٨، وأخرجه النسائي برقم: ٢٦٥٩.

<<  <   >  >>