القدر الذي بين أيدينا من الكتاب؛ إنما هو الجزء الثاني الذي يبدأ من كتاب الزكاة، وقدر الله تعالى أن يُفقد الجزء الأول الذي هو مظِنَّة كثيرٍ من المعطيات حول هذا السِّفر؛ وبتقرير المؤلف نفسِه، إذ من المظنون أن يكون المؤلف قد وضع له مقدمة، يُبِين فيها عن منهجه، ودوافعِ تأليفه، وامتساسِ الحاجة إليه، وكذلك يكشف فيها عن الاسم الذي وضعه واختاره، كما جرت في مصنفاته الأخرى، كالحجة في بيان المحجة؛ والمغازي؛ والترغيب والترهيب، ودلائل النبوة وغيرها، وهو أثبت ما يُعتمَد عليه في إثبات أسماء التآليف وضبطها، لكن لا يتأتى لنا هذا بخصوص الكتاب؛ للسبب الذي ذكرناه.
وحتى إن رجعنا إلى هذه المصنفات التي طبعت من آثاره، فلا نجد أي إشارة تقربنا من هذا الكتاب الذي نحن بصدد دراسته، لكن ثمة مظانَّ أخرى؛ يمكن أن نستعين بها للتعرف على اسم الكتاب:
* أولا: المخطوطة: فقد كتب على الصفحة الأولى من الجزء المتوفر اسم الكتاب وهو: (التَّحرِيرُ فِي شَرحِ مُسلِم)، والأظهر - بعد مقارنة الخط - أن كاتبَ هذه اللوحة التي تحمل اسم الكتاب ومؤلفَه، هو نفسُه ناسخُ الكتاب، أقول هذا من باب الاحتراز فقط؛ من أن يكون كُتِب اسمه عليه لاحقا من باب الفهرسة والترتيب، فلا يكون ذا قيمة، خاصة في حالات المشاححة فيه والاختلاف في ضبطه.