كتاب التحرير؛ من نفيس ما أُلِّف من شروح صحيح مسلم، وأجَلِّ ما حفظ في بابه، مع ما نابه من عوادي الدهر ونوائب الزمان، وصنوف الآفات التي كادت أن تذهب به، إذ كان قاب قوسين أن يصير أثرًا بعد عين، وخبرًا بعد حقيقة، لكن شاء الله أن يتصل رحِم العلم، وأن يحفظه ذخرا للآخِرين، ولعل ما أسلفناه في المبحث السابق كفيل ببيان نفاسة هذا الكتاب، وقيمته العلمية، ومكانته بين الشروح، ومما يزيده نفاسة وقيمة: مكانة ممليه، وتقدم زمانه، واحتجاج العلماء به.
[المطلب الأول مكانة مؤلفه]
فهو الإمام الحافظ العلامة المتفنن، المتفق على جلالته وإمامته، اجتمعت فيه كل مقومات الرياسة والإمامة: