للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان من جملة كراماته بعد وفاته ما رواه محمد بن ناصر الحافظ قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن ابن أخي إسماعيل الحافظ، حدَّثني أحمد الأسواري الذي تولى غسل عمي - وكان ثقةً -: أنَّه أراد أن يُنحِّي عن سوأته الخِرقة لأجل الغَسل، قال: فجبذها إسماعيل بيده، وغطَّى فرجه، فقال الغاسل: (أَحَيَاةٌ بَعدَ مَوتٍ) (١).

[المطلب الثاني التعريف بالأصبهاني الابن]

هو: محمدُ بنُ إسماعيل بن محمدٍ بن الفضلِ بن عليٍّ بن أحمدَ بن طاهرٍ الطَّلحِي التَّيمِي الأصبهاني، المكنى بأبي عبد الله، كان من العلماء البارزين النابغين، إماما في اللغة وسائر العلوم، وكان أبوه يفضله على نفسه في اللغة وجريان اللسان (٢)، مات صغيرا وعمره ستٌّ وعشرون سنةً.

لم يحظ هذا الإمام النابغة بترجمة وافية تناسب منزلته العلمية السامقة، ولو جمع كل ما ورد عنه في كتب التراجم فلن يعدو صفحةً أو صفحتين يتيمتين على أقصى تقدير، فصارت أغلب تفاصيل حياته الشخصية والعلمية مجهولة، لا تسعفنا المصادر فيها بنقير ولا قطمير!!

وشُحّ المعلومات في تراجم كثير من الأعلام أمرٌ مشهورٌ معروفٌ، ونظائر هذا الإمام في تاريخنا الإسلامي كثيرة لا تحصى ولا يمكن أن تستقصى، ومرد ذلك في الغالب إلى تفريط التلاميذ والأبناء في التأريخ لمشايخهم والتعريف بهم


(١) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (٢٠/ ٨٤).
(٢) ينظر: سير أعلام النبلاء ط الرسالة (٢٠/ ٨٣).

<<  <   >  >>