تحتاج إلى ذلك، وهي واضحة جلية عند غيره، وهو من النادر القليل.
والإمام الأصبهاني في كتابه التحرير حاول -ما أمكنه ذلك- الجمع بين شرح غريب الحديث وحل ما استغلق من ألفاظه، وبين شرح المتون وبيان فقهها وأحكامها، فزاوج بهذا بين الأمرين، واستحق أن يكون شرحًا بالمعنيين.
* شرح الغريب: منهج المؤلف في الكتاب أن يتتبع أحاديث صحيح مسلم فيبين غريبها، ويكشف غوامضها، مستعينا في ذلك بأهل اللغة والغريب، وبالروايات والأشعار، وبالنصوص والآيات، مع تفصيل دقيق، وتحقيق متين، وضبط عميق، يدل على علو الكعب في اللغة والحديث والفقه.
* استخراج الأحكام: يحرص المؤلف على بيان الفقه والأحكام، وذكر الفوائد والمعاني التي يتضمنها الحديث، فمنه ما يجعله آخر الشرح، ومنه ما يُذكر مع بيان الغريب، ويحرص كذلك على صياغته بأسلوب قريب ومختصر، وعادة ما يصدره بقوله:(وَفِيهِ دَلَالَةٌ)، أو:(وَفِي الحَدِيثِ مِنَ الفِقهِ)، أو:(وَفِيهِ)، ونحو ذلك.
* تقطيع الأحاديث: لا يورد المؤلف الحديث كاملا، وإنما يورد مواضعَ الشرح والشاهدَ منه، ويشير إلى الحديث المعني - بعد ترجمة الباب - إما بذكر مطلعه، كقوله:(حَدِيثُ: يَخْرُجُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبيرٌ)، أو بذكر راويه، كقوله:(وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ) ونحو ذلك، أو تسميته بما يعرف به، كقوله:(وَفِي حَدِيثِ الوِصَالِ)، وأحيانا قليلة يشرع في ذكر الغريب دون تعيين.
* التتبع والاستقراء: يتتبع المؤلف الألفاظ المفردة في مختلف الاستعمالات