للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو إسحاق إبراهيمِ بن محمّد الفَزاري عن مالك بإسناده هذا عن أبي هريرة: "افتتحنا خيبر". خرَّجه البخاري عنه في غزوة خيبر (١).


= مسلما بعد فتح خيبر إلى المدينة وسِباع بن عُرفطة بالمدينة يصلي بالناس، فصلَّى معه ثم خرج فتلقى النبي قافلًا من خيبر. قال ذلك مالك بن مالك عن أبي هريرة وهو الصواب.
وروى هذا الحديث ابن إسحاق عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة، فخالف لفظ مالك فيه".
قلت: لم ينفرد مالك بهذا المتن، بل تابعه عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، أخرجه من طريقه مسلم في صحيحه (١/ ١٠٨) (رقم: ١١٥) بإسناد مالك ومتنه.
وأما رواية محمَّد بن إسحاق، فأخرجها إسحاق بن راهويه في مسنده (١/ ٤٥٨) (رقم: ٥٣٣) عن جرير بن عبد الحميد عنه به، ولفظه: أهدى رفاعة بن زيد الجزامي (كذا والصواب الجذامي) غلامًا لرسول الله فخرج معه إلى خيبر، فلما انصرف النبي من خيبر نزل ناحية الوادي عشية من العصر والمغرب … الحديث.
ولم يذكر ابن إسحاق في حديثه هذا أنّه خرج مع النبي إلى خيبر ولا افتتحها معه.
قال ابن حجر: "كأن محمَّد بن إسحاق صاحب المغازي استشعر بوهم ثور بن زيد في هذه اللفظة فروى الحديث عنه بدونها، أخرجه ابن حبان والحاكم وابن منده من طريقه بلفظ: "انصرفنا مع رسول الله إلى وادي القرى".
قلت: الحديث عند ابن حبان في صحيحه (الإحسان) (١١/ ١٨٩) (رقم: ٤٨٥٢) من طريق محمَّد بن إسحاق عن يزيد بن خُصيفة (لا عن ثور) عن سالم مولى أبي مطيع.
وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ٥٢٦) (رقم: ٣٣٥٣٧).
وهو عند الحاكم في المستدرك (٣/ ٤٠) عن محمَّد بن إسحاق قال حدّثني ثور بن يزيد عن سالم أبي مطيع به، وفيه: "انصرفنا مع رسول الله عن خيبر إلى واد القرى … ".
قلت: ورواية ابن راهويه في مسنده أصرح من هذه الروايات فلم يعز فيها الفعل إلا للنبي .
وكلام الدارقطني يوحي أنَّ الخطأ والوهم في هذا من مالك، وقد تقدّم أنَّ مالكًا توبع على متنه، وحكى أبو مسعود الدمشقي عن الدارقطني عن موسى بن هارون أن الوهم في الحديث من ثور بن يزيد. انظر: الأجوبة عمّا أشكل الدارقطني على صحيح مسلم (ص: ١٨٧).
وسيأتي أنَّ المتن صحيح، ويأوّل قوله: "خرجنا" أي خرج المسلمون.
(١) تقدّم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>