للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأما عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود الكوفي المقرئ ففي حديثه أيضًا اضطراب لسوء حفظه.
قال ابن حجر: "صدوق له أوهام، حجة في القراءات، وحديثه في الصحيحين مقرون".
انظر: تهذيب الكمال (١٣/ ٤٧٣)، تهذيب التهذيب (٥/ ٣٥)، التقريب (رقم: ٣٥٤).
فإلزاق الوهم بأحدهما أولى من إلزاقه بيحيى بن أبي بكير الثقة، ويدل عليه أن عبد الله بن المبارك لم يتفق مع إسحاق بن عيسى الطباع على إسناده وإن اتفقا على الوقف، فعبد الله بن المبارك يقول فيه: عن عاصم عن أبي صالح أو رجل بالشك، وإسحاق الطباع يقول فيه: عن عاصم عن رجل لم يسمه، فهو دليل أن الخطأ فيه ممّن دون يحيى بن أبي بكير.
وجاء من طريق آخر عن عاصم، أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة النار (ص: ٣١) (رقم: ٢٤) من طريق الحكم بن ظُهر، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود موقوفًا.
والحكم بن ظُهير الفزاري متروك ورمي بالرفض كما في التقريب (رقم: ١٤٤٥).
وخلاصة القول أن الحديث موقوف على أبي هريرة، ضعيف من جهة اضطراب إسناده، والله أعلم بالصواب.
وحديث الموطأ صحيح من جهة إسناده، موقوف على أبي هريرة، وله حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال بالرأي، والله أعلم.
ولحديث الترمذي شاهد من حديث عمر بن الخطاب، لكنه لا يفرح به لضعف إسناده:
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٣/ ٨٩) (رقم: ٢٥٨٣)، وابن أبي الدنيا في صفة النار (ص: ١٠٣) (رقم: ١٥٧) من طريق سلام بن سَلْم الطويل، عن الأجلح بن عبد الله، عن عدي بن عدي الكندي، قال: قال عمر بن الخطاب: "جاء جبريل إلى النبي في غير حينه، ثم ذكر حديثًا طويلًا، وفيه: إنَّ الله أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى احمرّت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة لا يُضيء شررُها ولا يُطفأ لهبها … ". لفظ ابن أبي الدنيا.
قال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرّد به سلاَّم".
قلت: وسلاّم بن سلم الطويل أبو سليمان، قال عنه الحافظ: "متروك". التقريب (رقم: ٢٧٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>