وهذا حديث صحيح بمجموع طرقه. وقد عقد الإمام البخاري في صحيحه (٣/ ٣٤٤) بابا في فضل المعوّذات، وساق تحته حديث عائشة: "أن النبي ﷺ كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفّيه ثمَّ نفث فيهما، فقرأ فيهما ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾)، فهذا دليل أيضًا على كون الإخلاص من المعوذات، وإنما أُطلق عليه ذلك مع عدم ورود لفظ التعوذ فيها صريحا لما اشتملت عليه من صفة الرب. انظر: فتح الباري (٨/ ٦٧٩)، وعمدة القاريء (٢٠/ ٣٤). (١) الموطأ كتاب: الكلام، باب: ما جاء في تركة النبي ﷺ (٢/ ٧٥٨) (رقم: ٢٧). وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الفرائض، باب: قول النبي ﷺ: "لا نورث. ." (٤/ ٢٣٦) (رقم: ٦٧٣٠) من طريق القعنبي. ومسلم في صحيحه كتاب: الجهاد والسير، باب: قول النبي ﷺ: لا نورث ما تركنا فهو صدقة (٣/ ١٣٧٩) (رقم: ٥١) من طريق يحيى النيسابوري. وأبو داود في السنن كتاب: الخراج، باب: في صفايا رسول الله ﷺ (٣/ ٣٨١) (رقم: ٢٩٧٦) من طريق القعنبي. والنسائي في السنن الكبرى (٥/ ٦٦) (رقم: ٦٣١١) من طريق قتيبة. وأحمد في المسند (٦/ ٢٦٢) من طريق إسحاق الطباع، خمستهم عن مالك به.