للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغه (١). وهذا غريب، يقال: إن مالكًا انفرد به.

سمعت أبا على حسين بن محمد الجياني يقول: سمعت أبا الوليد سليمان بن خلف الباجي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن علي الصُّوري الحافظ يقول: سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: سمعت حمزة بن محمد الكناني يقول: "كُلُّ ما في الموطأ من مرسل [ـــــــــــــــــــــ] (٢) رسول الله يوجد له أصل من الإسناد من حديث مالك أو من غير حديثه، أو كلام هذا معناه، إلا حديثين:

أحدهما: مالك أنه بلغه: أن رسول الله قال: "إني لأَنْسَى، أو أُنَسَّى لأَسُنَّ".

والثاني: مالك أنه بلغه: أن رسول الله قال: "إذا أنشأتْ بحريةً ثم تشاءمتْ فتلك عين غَدِيقة" (٣).


(١) الموطأ كتاب: السهو، باب: العمل في السهو (١/ ١٠٤) (رقم: ٢).
(٢) ما بين المعقوفين كلمة لم أتبيّنها، وفد جاء النص في رسالة ابن الصلاح هكذا: "كل شيء رواه مالك في الموطأ مسندًا أو مرسلًا فقد روي عن رسول الله من غير جهته … ".
رسالة ابن الصلاح (ص: ١٠ - ١١).
(٣) أورده ابن الصلاح في رسالته في وصل البلاغات الأربع (ص: ١٠ - ١١) من طريق أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري عن عبد الغني بن سعيد به.
وقال ابن عبد البر: "هذا الحديث -يعني حديث إني لأنسى .. - بهذا اللفظ لا أعلمه يروى عن النبي بوجه من الوجوه مسندًا ولا مقطوعًا من غير وجه، وهو أحد الأحاديث الأربعة في الموطأ التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة، والله أعلم، ومعناه صحيح في الأصول". التمهيد (٢٤/ ٣٧٥).
قال الحافظ ابن رجب: "قد قيل: إنَّ هذا -يعني حديث النسيان- لم يُعرف له إسناد بالكلية، ولكن في تاريخ المفضل بن غسان الغلابي: حدَّثنا سعيد بن عامر قال: سمعت عبد الله بن المبارك قال: قالت عائشة: قال رسول الله : إنَّما أنسى، أو أسهو لأسنَّ". فتح الباري (٣/ ٣٢٨).
قلت: هذا مع انقطاعه فيه استدراك على الحافظين حمزة الكناني وابن عبد البر.

<<  <  ج: ص:  >  >>