للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي: هكذا سمعت أبا الوليد يقول: غَديقة -بفتح الغين وكسر الدال، وقال: هكذا حدّثني أبو عبد الله الصُّوري، وكان من الحفاظ" (١).

قال الشيح أبو العباس المؤلِّف: وقوله : "إني لأَنْسَى، أو أُنَسَّى لأَسنَّ" جاء معناه في حديث النوم عن الصلاة لابن مسعود، قال فيه: "إن الله تعالى لو أراد أن لا تناموا عنها لم تناموا، ولكن أراد أن تكون سنة لمن بعدكم"، خرّجه أبو داود سليمان الطيالسي (٢).

ورُوي أيضًا من حديث ابن مسعود أن رسولَ الله قال: "إنَّما أنا


(١) قال أبو الوليد الباجي: "أهل بلدنا يروون: "غُديقة" بالتصغير، وقد حدَّثنا به أبو عبد الله الصنوبري (كذا) الحافظ وضبطه بخطِّه "غَديقة" بفتح الغين، وقال: هكذا حدّثني به عبد الغني الحافظ عن حمزة بن محمد الكناني الحافظ، والله أعلم". المنتقى (١/ ٣٣٥).
وقال القاضي عياض: "الغَدَق: بفتح الدال كثير، وصُغر غُديقة هنا على التكبير، وقد رواه بعضهم غَديقة، ضبطنا الضبطين على الحافظ أبي الحسين اللغوي". مشارق الأنوار (٢/ ١٢٩).
وقال الوقشي: "غَديقة -بفتح العين- كثرة الماء، قال تعالى: ﴿مَاءً غَدَقًا﴾، أي كثيرًا، ولا يعرف اللغويون غُديقة -بضم الغين وفتح الدال- والفقهاء يروونه كذلك". تعليق على الموطأ (ل: ٤١ / ب).
(٢) أخرجه في مسنده (ص: ٤٩ - ٥٠) (رقم: ٣٧٧) عن شعبة والمسعودي، عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة القاري، عن عبد الله بن مسعود قال: "كنا مع رسول الله مرجعه من الحديبية فعرسنا فقال: من يحرسنا الليلة … "، وفيه: "إنَّ الله ﷿ لو أراد أن لا تناموا عنها لم تناموا، ولكن أراد أن يكون ذلك [] لمن بعدكم".
إسناده حسن، والمسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله وإن كان قد اختلط لكنه توبع.
والحديث أخرجه أيضًا أحمد في المسند (١/ ٣٩١) من طريق يزيد بن هارون.
وأبو يعلى في المسند (٩/ ١٨٧) (رقم: ٥٢٨٥) من طريق عبد الرحمن بن مهدي.
والطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ٢٧٨) (رقم: ١٠٥٤٨) من طريق قرة بن حبيب القَنوي، ثلاثتهم عن المسعودي به.
قال ابن رجب عقب حديث ابن مسعود: "يشبه هذا الحديث ما ذكره مالك في الموطأ أنَّه بلغه عن النبي قال: إنَّما أُنسى لأسُنَّ". فتح الباري (٣/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>