للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ: لفْظُ المسيح في الاسمين سواءٌ، وإنَّما يَختلف المعنى (١).

وقولُه في صفةِ الدَّجَّال: "عنبة طافِيَة"، يقال: بالهمز، ويقال: بفتح الياء من غير همز وهو الأكثر، وهكذا قرأناه، والمعنى مختلف (٢).

وفي حديث الموطأ: "أنّه أعورُ العَينِ اليُمنى"، وهكذا خُرِّج في


= عبد الله بن يوسف، وفي التعبير، باب: رؤيا الليل (٨/ ٤٠٣) (رقم: ٦٩٩٩) من طريق القعنبي.
ومسلم في صحيحه كتاب: الإيمان" باب: ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال (١/ ١٥٤) (رقم: ١٦٩) من طريق يحيى النيسابوري، ثلاثتهم عن مالك به.
(١) قيل في معناهما عدة أقوال، قال ابن العربي: "إلا أنه يفرق بينهما الهدى والضلالة، والصالح والكاذب، والدجال والنبي، والأعور والسليم".
انظر: التمهيد (١٤/ ١٨٨)، التعليق على الموطأ للوقّشي (ل: ٤٤/أ)، اللّبس (٣/ ١١٠٥)، إكمال المعلم (٢/ ٧١٦ - كتاب الإيمان).
(٢) في المطبوع من الموطأ ونسختي المحمودية (أ) (ل؛ ١٤٦/ ب)، و (ب) (ل: ٢٥٥/ أ): "طافية"، بالياء. وقال القاضي عياض: "أكثر الروايات فيه بغير همز، وهو الذي صححه الشيوخ والمفسرون، أي ناتئة، كحبة العنب الطافية فوق الماء". مشارق الأنوار (١/ ٣٢٦)، إكمال المعلم (٢/ ٧٢٣ - ٧٢٦ - كتاب الإيمان).
أما طافئة بالهمز، فهي التي ذهب ضوؤها، وصححها القاضي عياض، وجعل إحدى عينيه وهي اليمنى طافئة، أي ذهب ضوؤها، واليسرى هي الطافية، وأباه غيرُه، وردوا رواية الهمز، وصححوا رواية الياء من غير همز، كالقرطبي وغيره.
قال الحافظ ابن حجر: "والذي يتحصّل من مجموع الأخبار أن الصواب في طافية أنه بغير همز، فإنها قُيّدت في رواية الباب بأنها اليمنى، وصرّح في حديث عبد الله بن مغفل وسمرة وأبي بكرة بأنَّ عينَه اليسرى ممسوحة، والطافية هي البارزة، وهي غير الممسوحة، والعجب ممن يُجوّز رواية الهمز في طافية وعدمه مع تضاد المعنى في حديث واحد، فلو كان ذلك في حديثين لسَهُل الأمر". الفتح (١٣/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>