للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢ / ل: ٢٠٨ / أ) من طريق عباد بن العوام عن ابن إسحاق عن محمَّد بن يحيى بن حبان حدّثني منقذ بن عمر، وقد بلغ ثلاثين ومائة سنة، وذكر القصة.
والرواية الأولى عند الحميدي حسنةٌ إلَّا أنّه خالف كلَّ الرواة عن سفيان في تسمية الرجل المبهم، وأما رواية محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن يحيى بن حبان فهي مرسلة؛ لأنَّ محمدا ليس بصحابي ولم يدرك لقصة، لكنه إرسال لا يؤثر في تسمية الرجل المبهم.
وأما رواية عباد بن العوام فاختلف عنه، فرواه إسماعيل بن سعيد عنه بالوصل، وخالفه سعيد بن سليمان ومعلى بن منصور، روباه عن عباد مرسلًا، والكل عند أبي نعيم في معرفة الصحابة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المسند (ل: ١٣/ أ) من طريق عبد الأعلى عن محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن يحيىى بن حبان قال: حدّثني منقذ بن عمرو، وذكر القصة.
وعلى هذه الروايات اختلف العلماء في الترجيح.
فحكى الخطيب وابن بشكوال القولين وسكتا.
وقال ابن حجر: "والحاصل أنه اختلف في القصة هل وقعت لحبّان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو؟ ". الإصابة (٢/ ١٢).
ورجّح النووي أنه منقذ بن عمرو فقال: "الأصح المشهور أنه منقذ، كذا ذكره البخاري في تاريخه ورواه بإسناده ولم يذكر غيره". الإشارات (ص: ٥٧٤ - آخر الأسماء المبهمة-).
وقول النووي مشعر بترجيح البخاري أنه منقذ.
وذهب النووي في موضع أخر إلى ترجيح قول من قال إنه حَبان بن منقذ. انظر: شرح صحيح مسلم (١٠/ ١٧٧).
قلت: وهو الذي عليه أكثر الروايات.
ولعل ما يؤيد هذا القول ما أخرجه الدارقطني في السنن (٣/ ٥٧) (رقم: ٢٢٢) من طريق عبد الله بن لهيعة عن حبان بن واسع عن أبيه عن جدّه عن عمر.
والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٧٥) من طريق ابن لهيعة أيضًا عن حبان بن واسع عن طلحة بن زيد بن ركانة: "أنه كلم عمر بن الخطاب في البيوع فقال: ما أجد لكم شيئًا أوسع مما جعل رسول الله لحبان بن منقذ أنه كان ضرير البصر فجعل له رسول الله عهدة ثلاثة أيام إن رضي أخذ وإن سخط ترك". وهذا ضعيفٌ من أجل ابن لهيعة.
وما أخرجه ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (١/ ١٣٢) (رقم: ٧٤) من طريق طاوس قال: "كان حبان بن منقذ يُخدع في بيعه، فقال رسول الله : "بيع ولا خلابة". وهذا مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>