للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه السلام يَوْمًا في داره إذْ دخلَ عليه رجلٌ حسن الشارة -بالشين المعجمة والرَاء المخفّفة: أي الهيئة. فقال يا عبد الله: من أدخلك داري؟ قال: أدخلنيها ربّها قال: ربّها أحقّ بها، فمن أنت؟ قال: ملك الموت قال: لقد نُعتَ لي منك أشياء ما أراها فيك، قال: أدبر فأدبر، فإذا عيون مقبلة وإذا عيون مدبرة، وإذا كلّ شعرة منه كأنها إنسان قائم، فتعوّذ إبراهيم عليه السلام من ذلك وقال: عُد إلى الصّورة الأولى. قال: يا إبراهيم، إنَّ الله إذا بعثني إلى من يحبّ لقاءه، بعثني في الصورة التي رأيت أوّلا.

وأخرج نحوَه (١) الإمام ابن الإمام عبد الله، في زوائد "الزهد" وابن أبي الدنيا عن كعب غير أنهما قالا: قال إبراهيم إن كنت صادقًا فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت. قال له ملك الموت أعرض بوجهك فأعرَضَ ثُمَّ نظر فأراهُ الصَّورة التي يقبض المؤمنين قال: فرأى من النَّور والبهاء شيئًا لا يعلمه إلا الله، ثم قال: أعرض بوجهك فأعرض، ثمَّ نَظَر فأراهُ الصورة التي يُقبَضُ فيها الكُفّارُ والفجّار، فرعب إبراهيم رُعبا، حتى ارتَعدتْ فرائصه، وألصقَ بطنهُ بالأرض، وكادت نفسه تخرج.

وفي "شرح الصُّدور في أحوال الموتى والقبور" للسيوطي (٢)،


(١) أخرجه أبو الشيخ (٤٤٩) وأبو نعيم ٥/ ٣٧٥ بأطول منه من قول كعب.
(٢) شرح الصدور ص ٧٩. وروى نحوه أبو نعيم في "الحلية" ٦/ ٢٨ وهو من قول كعب.