للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال في "حادي الأرواح" (١): وإذا كانت هذه الخلقة التي هي من أحسن الصور، وأجملها مادتها من تراب وجاءت الصورة من أحسن الصور فما الظن بصورة مخلوقة مِنْ مادة الزعفران الذي هناك؟! فالله المستعان.

وأخرجَ أبو نعيم عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سطع نور في الجنَّة فرفعوا رؤوسهم فإذا هو مِنْ ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها" (٢) وإلى هذا أشار من قال:

فلو أن حوراء الدّياجي تبسمت ... لجلا دجى الظلماء في الأرض نورها

ولو مزج الماء الأجاج بريقها ... لأصبح عذبًا سلسبيلًا بخورها

قال في "حادي الأرواح" (٣): عن كثير بن مرة قال: إن من المزيد أنْ تمر السحابة بأهل الجنَّةِ فتقول: فماذا تريدون أنْ أمطركم؟ فلا يتمنون شيئًا إلَّا مطروا قال: يقول كثير: لئن أشهدني الله ذلك لأقولن أمطرينا جواري مزينات (٤).

وأخرج ابن أبي الدُّنيا (٥) عن ابن عباس رضي الله عنهما: "إنَّ في الجنَّة نهرًا يقال له البيذخ عليه قباب من ياقوت تحته جوارٍ ناشئات


(١) "حادي الأرواح" ص ٣٣٦، ٣٣٧.
(٢) رواه أبو نعيم في "صفة الجنَّة" ٢/ ٢٢٢ رقم (٣٨١).
(٣) "حادي الأرواح" ص ٣٣٧.
(٤) أبو نعيم في "صفة الجنَّة" (٣٨٢)، و"الزهد" لابن المبارك (٢٤٠)، وفي كتاب أبي نعيم تصحيف (من بنات) وهذا خطأ.
(٥) أبو نعيم في صفة الجنَّة (٣٢٤) ابن أبي الدنيا ص ٨٣ انظر ص ١١٢٢ ت (١).