للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فائدة: أخرج ابن عساكر في "تاريخه" عن أبي زرعة قال: قال لي نجيب بن أبي عبيد، رأيتُ ملك الموت في النوم وهو يقول: قل لأبيك يصلي عليّ حتى أرفق به عند قبض روحه، فحدّثت أبي بما رأيت فقال: يا بُني لأنَا بملِك الموت آنسُ منيّ بأمّك (١).

وأخرجَ ابن عُساكر من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال: ذكرتُ حديثًا رواه ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما حقّ امرء مسلم يبيت ثلاث ليالٍ إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه" (٢). فدعوت بدواة وقرطاس لأكتب وصيّتي، فغلبني النوم، فنمت ولم أكتبها، فبينما أنا نائم إذ دخل داخلٌ أبيض الثياب، حسن الوجه طيّب الرائحة، فقلت: يا هذا من أدخلك داري قال: أدخلنيها رَبُّها. قلت: من أنت؟ قال: ملك الموت فرعبتُ منه، فقال: لا ترع إني لم أؤمر بقبض روحك قلت: فاكتب لي براءة من النار قال: هات لي دواة وقرطاسًا. فمددت يدي إلى الدواة والقرطاس الذي نمت عنه، وهو عند رأسي فناولته فكتب إذن لي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أستغفر الله، أستغفر الله، حتى ملأ ظهر الكاغد وبطنه، ثم ناولنيه وقال: هذه براءتك، رحمك الله، وانتبهت فزعًا ودعوت بالسّراج ونظرتُ، فإذا القرطاس الذي نمت وهو عند رأسي مكتوب ظهره وبطنه استغفر الله.

تتمة: قال القرطبي (٣): لا تنافي بين قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ


(١) تاريخ دمشق ٥٢/ ٢٨٩
(٢) الحديث المرفوع فقط دون القصة: رواه البخاري (٢٧٣٨) ومسلم (١٦٢٧). أما قصة زيد بن أسلم عن أبيه فهي في "تاريخ دمشق" ٨/ ٣٤٩.
(٣) التذكرة (٦١) تح عصام.