للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} [السَّجدَة: الآية ١١] وقوله: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} [الأنعَام: الآية ٦١] وقوله: {تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [النَّحل: الآية ٢٨]، وقوله: {يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} [الزُّمَر: الآية ٤٢] لأن إضافة التوفي إلى ملك الموت؛ لأنَّه المباشر للقبض، وللملائكة الذين هم أعوانه لأنهم يأخذون في جذبها، من البدن، فهو قابضٌ وهم معالجون، وإلى الله لأنه الفاعل الحقيقي.

وقال الكلبيّ: يقبض ملك الموتِ الروحَ من الجسدِ، ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.

وأما اختلاف صفة ملك الموت بالنسبة إلى المؤمن، والكافر فواضح، كما تقرر أن الملائكة لهم قوّة التشكّل بأيّ شكل أرادوا.

تنبيه: قبض الأرواح على قسمين: فمنهم من يطعنه الملك بحربة، مسمومة قد سقيت سُمّا من نار؛ فتفر الرّوح خارجة فيأخذها في يده، وهي ترعدُ أشبه شيء بالزئبق على قدر الجرادة، شخصًا إنسانيًا ثم يناولها الزّبانية. ومن الموتى من يجذبُ نفسَه رويدًا، حتى تنحصر في الحنجرة، إلا شعبة متصلة بالقلب، فحينئذ يطعنها بتلك الحربة الموصوفة.

قال في "التذكرة": لم أجد لهذه الحربة في الأخبار ذكرًا إلا ما ذكره أبو نعيم، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: إن لملك الموت عليه السلام حربة، تبلغ ما بين المشرق والمغرب، فإذا انقضى أجل عبد من الدُنيا ضرب رأسه، بتلك الحربة، وقال: الآن